فصل: من لطائف القشيري في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}.
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ذلك ومن يعظم حرمات الله} قال: الحرمة الحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلها.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء وعكرمة {ذلك ومن يعظم حرمات الله} قالا: المعاصي.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {ومن يعظم حرمات الله} قال: الحرمات المشعر الحرام، والبيت الحرام، والمسجد الحرام، والبلد الحرام.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي حاتم، عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لن تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها- يعني مكة- فإذا ضيعوا ذلك هلكوا».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} يقول: اجتنبوا طاعة الشيطان في عبادة الأوثان {واجتنبوا قول الزور} يعني الافتراء على الله والتكذيب به.
وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن أيمن بن خريم قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا فقال: يا أيها الناس، عدلت شهادة الزور إشراكًا بالله ثلاثًا، ثم قرأ {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن خريم بن فاتك الأسدي قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف قائمًا قال: عدلت شهادة الزور الإشراك بالله ثلاثًا، ثم تلا هذه الآية: {واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به}».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي، عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين- وكان متكئًا فجلس- فقال: ألا وقول الزور!... ألا وشهادة الزور... فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت».
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي، عن ابن مسعود قال: شهادة الزور تعدل بالشرك بالله. ثم قرأ {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد {واجتنبوا قول الزور} قال: الكذب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {واجتنبوا قول الزور} يعني الشرك بالكلام. وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت فيقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {حنفاء لله غير مشركين به} قال: حجاجًا لله غير مشركين به.
وذلك أن الجاهلية كانوا يحجون مشركين، فلما أظهر الله الإسلام قال الله للمسلمين: حجوا الآن غير مشركين بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال: كان الناس يحجون وهم مشركون، فكانوا يسمونهم حنفاء الحجاج، فنزلت {حنفاء لله غير مشركين به}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق قال: كان ناس من مضر وغيرهم يحجون البيت وهم مشركون، وكان من لا يحج البيت من المشركين يقولون: قولوا حنفاء. فقال الله {حنفاء لله غير مشركين به} يقول: حجاجًا غير مشركين به.
وأخرج ابن المنذر عن السدي قال: ما كان في القرآن من حنفاء، قال: مسلمين. وما كان حنفاء مسلمين، فهم حجاج.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {حنفاء} قال: حجاجًا.
وأخرج عن الضحاك مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد {حنفاء} قال: متبعين.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء }. قال: هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده من الهدى وهلاكه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {في مكان سحيق} قال: بعيد.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ذلك ومن يعظم شعائر الله} قال: البدن.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {ذلك ومن يعظم شعائر الله} قال: الاستسمان والاستحسان والاستعظام. وفي قوله: {لكم فيها منافع إلى أجل مسمى} قال: إلى أن تسمى بدنا.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد {ذلك ومن يعظم شعائر الله} قال: استعظام البدن واستسمانها واستحسانها {لكم فيها منافع إلى أجل مسمى} قال: ظهورها وأوبارها واشعارها وأصوافها، إلى أن تسمى هديا. فإذا سميت هديا ذهبت المنافع {ثم محلها} يقول: حين يسمى إلى البيت العتيق.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك وعطاء في الآية قال: المنافع فيها، الركوب عليها إذا احتاج، وفي أوبارها وألبانها. والأجل المسمى: إلى أن تقلد فتصير بدنًا {ثم محلها إلى البيت العتيق} قالا: إلى يوم النحر تنحر بمنى. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {ثم محلها إلى البيت العتيق} قال: إذا دخلت الحرم فقد بلغت محلها.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن محمد بن موسى في قوله: {ذلك ومن يعظم شعائر الله} قال: الوقوف بعرفة من شعائر الله، وبجمع من شعائر الله، والبدن من شعائر الله ورمي الجمار من شعائر الله، والحلق من شعائر الله... فمن يعظمها {فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى} قال: لكم في كل مشعر منها منافع إلى أن تخرجوا منه إلى غيره {ثم محلها إلى البيت العتيق} قال: محل هذه الشعائر كلها، الطواف بالبيت العتيق. وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء، أنه سئل عن شعائر الله قال: حرمات الله، اجتناب سخط الله واتباع طاعته. فذلك شعائر الله. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {ذلك}: خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: الأمرُ والشأنُ ذلك. قال الزمخشري: كما يُقَدِّمُ الكاتبُ جملةً من كتابِه في بعضِ المعاني، ثم إذا أراد الخوضَ في معنى آخرَ قال: هذا وقد كان كذا. وقَدَّره ابنُ عطية: فَرْضُكُمْ ذلك، أو الواجبُ ذلك. وقيل: هو مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ. أي: ذلك الأمرُ الذي ذكرتُه. وقيل: في محلِّ نصب أي: امتثلوا ذلك. ونظيرُ هذه الإشارة قولُ زهير، بعد تقدُّم جُمَل في وَصْفِ هَرِم ابن سنان:
هذا وليس كمَنْ يَعْيا بخُطْبَتِه ** وسَطَ النَّدِيِّ إذا ما ناطقٌ نَطَقا

قوله: فهو هو ضميرُ المصدرِ المفهومِ من قوله: {وَمَن يُعَظِّمْ} أي: وتعظيمُه حرماتِ الله خيرٌ له كقوله تعالى: {اعدلوا هو أَقْرَبُ} [المائدة: 8] وخيرٌ هنا ظاهرُها التفضيلُ بالتأويلِ المعروفِ.
قوله: {إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} يجوز أَنْ يكونَ استثناءً متصلًا، ويُصْرَفُ إلى ما يُحَرَّمُ مِنْ بهيمةِ الأنعام لسببٍ عارضٍ كالموت ونحوه، وأن يكونَ استثناءً منقطعًا؛ إذ ليس فيها مُحَرَّمٌ وقد تقدَّم تقريرٌ هذا الوجهِ أولَ المائدةِ.
قوله: {مِنَ الأوثان} في مِنْ ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنها لبيانِ الجنسِ، وهو مشهورُ قول المُعْرِبين، ويَتَقَدَّرُ بقولك: الرِّجْسُ الذي هو الأوثان. وقد تقدَّم أنَّ شرطَ كونِها بيانيةً ذلك. وتجيءُ مواضعُ كثيرةٌ لا يتأتى فيها ذلك ولا بعضُه. والثاني: أنَّها لابتداءِ الغايةِ. وقد خَلَط أبو البقاء القولين فجَعَلَهما قولًا واحدًا فقال: ومِنْ لبيانِ الجنسٍ أي: اجْتَنِبوا الرجسَ من هذا القبيل، وهو بمعنى ابتداء الغاية ههنا. يعني أنه في المعنى يَؤُول إلى ذلِك، ولا يَؤُول إليه البتةَ. الثالث: أنها للتبعيض. وقد غَلَّط ابنُ عطية القائلَ بكونِها للتبعيضِ، فقال: ومَنْ قال: إن مِنْ للتبعيض قَلَبَ معنى الآية فأفسده. وقد يُمْكِنُ التبعيضُ فيها: بأَنْ يَعْني بالرِّجْسِ عبادة الأوثانِ. وبه قال ابنُ عباس وابنُ جريج، فكأنه قال: فاجْتَنِبوا من الأوثانِ الرِّجسَ وهو العبادةُ؛ لأنَّ المُحَرَّمَ من الأوثان إنما هو العبادةُ ألا ترى أنه قد يُتَصَوَّرُ استعمالُ الوثَنِ في بناءٍ وغيرِه ممَا لم يُحَرِِّمِ الشرعُ استعمالَه، وللوَثَنِ جهاتٌ منها عبادتُها، وهي بعض جهاتِها. قاله الشيخ. وهو تأويلٌ بعيدٌ.
قوله: {حُنَفَاءَ}: حالٌ مِنْ فاعلِ {اجْتَنِبوا}. وكذلك {غَيْرَ مُشْرِكِينَ} وهي حالٌ مؤكدة، إذ يلزَمُ من كونِهم حُنَفاءَ عدمُ الإِشراك.
قوله: {فَتَخْطَفُهُ} قرأ نافعٌ بفتحِ الخاءِ والطاء مشددةً. وأصلُها تَخْتَطِفُه فأدغم. وباقي السبعةِ {فَتَخْطَفُه} بسكون الخاء وتخفيفِ الطاء. وقرأ الحسنُ والأعمشُ وأبو رجاء بكسر التاء والخاء والطاء مع التشديد. ورُوِي عن الحسن أيضًا فتحُ الطاءِ مشددةً مع كسرِ التاءِ والخاءِ. ورُوِي عن الأعمش كقراءة العامَّةِ إلاَّ أنه بغير فاء: {تَخْطَفُه}. وتوجيهُ هذه القراءات قد تقدَّم مستوفى في أوائل البقرة عند ذِكْري القراءات في قوله تعالى: {يَكَادُ البرق يَخْطَفُ} [البقرة: 20] فلا أُعيدها.
وقرأ أبو جعفر {الرياحُ} جمعًا. وقوله: {خَرَّ} في معنى يَخِرُّ؛ ولذلك عُطِفَ عليه المستقبلُ وهو {فَتَخْطَفُهُ}، ويجوز أن يكون على بابه، ولا يكونُ {فَتَخْطَفُه} عطفًا عليه، بل هو خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: فهو يَخْطَفُه.
قال الزمخشري: ويجوزُ في هذا التشبيهِ أن يكونَ من المركب والمفرَّق. فإن كان تشبيهًا مركبًا فكأنه قال: مَنْ أشرك بالله فقد أهلكَ نفسَه إهلاكًا ليس بعده هلاكٌ: بأَنْ صَوَّر حالَه بصورةِ حالِ مَنْ خَرَّ من السماء فاخْتَطَفَتْه الطيرُ، فتفرَّق مِزَعًا في حَواصلِها، أو عَصَفَتْ به الريحُ حتى هَوَتْ به في بعض المطاوحِ البعيدةِ. وإن كان مُفَرَّقًا فقد شَبَّه الإِيمانَ في عُلُوِّه بالسماء، والذي تركَ الإِيمانَ وأشرك بالله، بالساقط من السماء، والأهواءَ التي تتوزَّعُ أفكارَه بالطير المتخطفةِ، والشيطانَ الذي يُطَوِّحُ به في وادي الضَّلالةِ بالريح التي تهوي بما عَصَفَتْ به في بعض المهاوي المُتْلِفَةِ. قلت: وهذه العبارةُ من أبي القاسم مما يُنَشِّطُك إلى تَعَلُّم عِلْمِ البيان فإنها في غاية البلاغة.
والأَوْثان: جمع وَثَن. والوَثَنُ يُطْلَقُ على ما صُوِّر من نحاسٍ وحديدٍ وخَشَبٍ. ويُطْلَقُ أيضًا على الصَّليب. عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه قال لعدي بن حاتم وقد رأى في عنقه صليبًا: أَلْقِ هذا الوثنَ عنك» وقال الأعشى:
يطوفُ العبادُ بأبوابِه ** كطَوْفِ النصارى ببَيْتِ الوَثَنْ

واشتقاقُه مِن وَثَن الشيءُ أي: أقام بمكانه وثَبَتَ فهو واثِنٌ. وأُنشد لرؤبة:
على أَخِلاَّء الصَّفاءِ الوُثَّنِ

أي: المقيمين على العهد. وقد تقدَّم الفرقُ بين الوَثَنِ والصنم.
والسَّحيقُ: البعيدُ. ومنه سَحَقَه اللهُ أي: أبعده. وقوله عليه السلام: «فأقولُ سُحقًّا سُحقًّا» أي: بُعْدًا بُعْدًا. والنَّخْلة السَّحُوقُ: الممتدةُ في السماء، من ذلك.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}.
قوله: {ذلك}: إعرابه كإعراب {ذلك} المتقدمِ وتقدَّم تفسيرُ الشَّعيرة واشتقاقُها في المائدة.
قوله: {فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب} في هذا الضميرِ وجهان، أحدُهما: أنه ضميرُ الشعائرِ، على حَذْفِ مضافٍ. أي: فإن تعظيمَها مِنْ تقوى القلوبِ. والثاني: أنه ضميرُ المصدرِ المفهومِ من الفعل قبلَه أي: فإنَّ التعظيمةَ مِنْ تقوى القلوب. والعائدُ على اسمِ الشرط من هذه الجملةِ الجزائيةِ مقدرٌ، تقديرُه: فإنها مِنْ تَقَوى القلوب منهم. ومَنْ جوَّز إقامةَ أل مُقام الضميرِ وهم الكوفيون أجاز ذلِك هنا، والتقدير: مِنْ تقوى قلوبِهم، كقوله: {فَإِنَّ الجنة هِيَ المأوى} [النازعات: 41] وقد تقدَّم تقريرُه. وقال الزمخشري: أي فإنَّ تعظيمَها من أفعالِ ذوي تقوى القلوبِ فحُذِفَتْ هذه المضافاتُ، ولا يَسْتقيمُ المعنى إلاَّ بتقديرِها؛ لأنه لابد من راجعٍ من الجزاء إلى من لتَرْتَبِط به. قال الشيخ: وما قَدَّره عارٍ من راجعٍ من الضميرِ من الجزاء إلى من. ألا ترى أنَّ قوله فإنَّ تعظيمَها من أفعال ذوي تقوى القلوب ليس في شيءٍ منه ضميرٌ يَرْجِعُ من الجزاء إلى من يربطه به. وإصلاحُه أن يقول: فإنَّ تعظيمَها منه، فالضميرُ في منه عائدٌ على من.
والعامَّة على خفض {القلوب}. وقرئ برفعِها فاعلةً للمصدرِ قبلها وهو {تقوى}.
{لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)}.
قوله: {فِيهَا}: والضميرُ في {فيها} عائدٌ على الشعائر بمعنى الشرائع أي: لكم في التمسُّكِ بها، وقيل: عائدٌ على بهيمةِ الأنعام. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله جلّ ذكره: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}.
تعظيم الحرمات بتعظيم أمره؛ وتعظيمُ أمرِهِ بِتَرْكِ مخالفته.
ويقال من طلب الرضا بغير رضى الله لم يبارك له فيما آثره ومن هواه على رضى مولاه، ولا محالةَ سيلقى سريعًا غِبَّه.
ويقال تعظيم حرماته بالغيرة على إيمانه وما فَجَرَ صاحبُ حُرْمَةٍ قط.